مسيرة تعبوية بأحياء المدينة القديمة ج2
كلمة تنسيقية تطوان لدعم حركة 20 فبراير خلال مسيرة 17 أبريل
جماهير تطوان المناضلة، أيتها المواطنات، أيها المواطنون:
باسم تنسيقية تطوان لدعم حركة 20 فبراير التي تم تشكيلها تحت شعار "الشعب يريد تغيير النظام" من العديد من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والنسائية والجمعوية وكذا من فعاليات جمعوية، والتي لا زالت مفتوحة في وجه كافة الهيئات التواقة إلى التغيير والمدعمة لمطالب الحركة، باسم التنسيقية نحييكم ونهنئكم على نجاح هذه المسيرة، مسيرتكم،التي تشكل حلقة في سلسلة المعارك المتواصلة إلى غاية تحقيق كافة مطالب الحركة دون مناورات أوتمويه، والتي تنضاف إلى السجل النضالي الحافل لمدينتنا الصامدة.
بداية لابد أن نحيّي الشعب التونسي وثورته، شبانا وشابات، نساء ورجالا ونقف إجلالاً لشهدائه الأبرار، هذا الشعب البطل الذي تمكن من إسقاط واحد من أشدّ النظم العربية طغياناً وفساداً وتبعيّة لمراكز السيطرة العالميّة، فعبد الطريق بدمائه الزكية أمام الشعوب العربية لتنفض عنها رداء الخوف والتردد ولتهب من المحيط إلى الخليج بدءا بمصر الأبية، على طريق المقاومة الاجتماعية السلميّة غير العنيفة التي توحّد الشعب ضد قامعيه(الجلادون بمختلف أشكالهم) ومهينيه (الحكارة) وناهبي ثرواته(الشفارة) من أجل تقرير مصيرها متطلعة إلى أفق من الحرية والكرامة والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. لا شك أننا في المغرب نعيش لحظة تاريخية ومنعطفا حاسما في تاريخ بلدنا الحديث بفضل حركة 20 فبراير المجيدة، وليدة ثورتي تونس ومصر ووريثة عقود من النضال والتضحيات لجماهير شعبنا وقواه الحية.
إن يوم الأحد 20 فبراير هو يوم مفصلي في حياة الشعب المغربي، فتحية إكبار وإجلال لشباننا وشاباتنا الذين منحونا فسحة الأمل هذه، بعد أن كانت قد بدأت تدب إلينا الكثير من عناصر الإحباط، شكرا لكم لأنكم خلصتمونا من بعض ارتباكاتنا.
إن الجماهير الشعبية ببلدنا وقواها الحية تعول كثيرا على حركتكم وتعتبرها في هذه اللحظة الحاسمة، القوة المحركة للتغيير نحو مغرب جديد، مغرب يتسع لكل أبنائه وبناته ويمنحهم الأمن والأمان والثقة في المستقبل، مغرب الكرامة والحرية والعدل والمساواة، بدءا بإقرار المطالب الأساسية للحركة والتي يمكن إجمالها في دستور يعتبر الشعب هو المصدر الوحيد لكافة السلط، دستور ديمقراطي صياغة ومضمونا، مما يتطلب مرحليا العمل على إسقاط اللجنة الاستشارية لتعديل الدستور رفضا لأي دستور ممنوح، وحل الحكومة والبرلمان كمؤسستين لا تعكسان الإرادة الشعبية وباعتبارهما من مظاهر تردي المناخ السياسي بالمغرب، وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة تخضع لإرادة الشعب، و قضاء مستقل ونزيه، و محاكمة المتورطين في قضايا الفساد واستغلال النفوذ ونهب خيرات الوطن، ( ونتوقف هنا لنؤكد أننا لا نرفض إثارة ملفات الفساد المحلية لكننا نعتبر أن اللحظة الراهنة تقتضي إثارة الملفات الكبرى الوطنية حتى لا نتيه في الجزئيات وأن نركز نضالاتنا على إقامة الدولة الديمقراطية التي في إطارها نستطيع طرح كافة الملفات بما فيها ملفات الفساد المحلية) والاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، و توفير شروط العيش الكريم لكافة المواطنات والمواطنين دون أي تمييز،بدءا بوضع برنامج اقتصادي واجتماعي استعجالي من أهدافه الحد من غلاء المعيشة والرفع من الحد الأدنى للأجور و تمكين عموم المواطنين والمواطنات من ولوج الخدمات الاجتماعية وتحسين مردوديتها و الإدماج الفوري والشامل للمعطلين في أسلاك الوظيفة العمومية. وبمناسبة إطلاق سراح جزء من المعتقلين لا يسعنا إلا أن نهنئ المفرج عنهم ومن خلالهم أن نهنئ حركة 20 فبراير على هذا المكسب الجزئي الذي حققته بنضالاتها ونعبر عن استعدادنا لخوض كافة الأشكال النضالية لإطلاق من تبقى من المعتقلين ونخص بالذكر المعتقلين على خلفية أحداث 20 فبراير وطنيا ومحليا، هذه الأحداث التي نعتبر السلطة مسؤولة عنها بل وهناك من القرائن ما يشير إلى التورط المباشر للسلطات في اندلاعها.( ونتوجه لعائلات المعتقلين على خلفية أحداث 20 فبراير بتطوان لنؤكد لهم أنهم سيجدوننا دائما معهم وإلى جانبهم في كافة الاحتجاجات والنضالات حتى إطلاق سراح أبنائهم.
وإذا كان هناك ما نحرص عليه أشد الحرص في تنسيقية تطوان لدعم حركة 20 فبراير فهو حرصنا على وحدة الحركة و استمراريتها وتقويتها وتحصينها إزاء كل محاولات التمييع والنسف والتفجير من الداخل والترهيب والتشويه والالتفاف على المطالب وإفراغها من محتواها. ونعتبر أنفسنا في هذه اللحظة داخل التنسيقية بكل مكوناتها السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية في خدمة برامج ومشاريع ونضالات حركة 20 فبراير محليا و وطنيا، لكن أكثر ما نخشاه هو أن تتغير العديد من الأمور في بلدنا بعد طول انتظار وبعد العديد من المعارك والتضحيات، لنجد في آخر المطاف أن لا شيء تغير في جوهر الأمر.